|
الدكتور جوان حقي: انتخابات الرئاسة الأمريكية – عام 2016 (تحليل) – الجزء الثاني |
|
2016-02-29 16:13 |
Dr.Cuwan Heqi > cuwan@mediakurd.com |
|
الدكتور جوان حقي جان كورد
الدكتور جوان حقي: انتخابات الرئاسة الأمريكية – عام 2016 (تحليل) – الجزء الثاني www.mediakurd.com ترجمة عن الكوردية: جان كورد http://www.facebook.com/Cankurd1 kurdistanicom1@gmail.com
السويد – 27/2/2016 جلبت انتخابات الرئاسة الأمريكية معها لهذه السنة أمراً جديداً: ألا وهو أن سياسة الأمر الواقع (كل شيء باق على حاله ومستمر) لم تعد تستمر، إذ كل مرشحي الرئاسة يطالبون بتغيير سياسة الأمر الواقع هذه، والذين يدافعون عن بقائها لا ينجحون. مثلاً: أحد هؤلاء كان جيب بوش (شقيق الرئيس الأمريكي السابق). فكان برنامجه محافظا وكان في برنامجه أمور جيدة لإدارة أمريكا، وصرف 150 مليون دولار لحملته الترشيحية الانتخابية، وقد ساعده كل من أخيه وأبيه (كانا رئيسين لأمريكا فيما مضى) إلا أن هذا لم يسعفه أبدا، وذلك لدفاعه عن "سياسة الأمر الواقع"، فلم يتمكن من متابعة حملته الترشيحية للانتخابات. وأضطر للانسحاب منها، حتى قبل اجراء "الانتخابات العلية" لمعرفته بأن ليست له فرصة في النجاح (أنظر بصدد هذه الانتخابات في الجزء الأول – المترجم). لنأت إلى تعريف مرشحي الحزبين باختصار: أولا – مرشحي الحزب الجمهوري (ر.ب) المتبقين حتى الآن لهذا الحزب 5 مرشحين: 1-دونالد ترامب (رجل أعمال، ثري) مطلبه الأكبر هو القضاء المبرم على داعش تماما. وكما يبدو فإن سياسته محشوة ب"الإسلاموفوبيا" (أي التخويف من الإسلام – المترجم)، إنه لا يريد مجيء المسلمين إلى أمريكا، إلا أنه يريد العمل ضد تنظيم داعش مع دول عربية مثل السعودية وقطر لاجتثات داعش من جذوره، وله كما يبدو شعبية كبيرة. إنه متطرف للغاية، أي ضد "سياسة الأمر الواقع." لديه بعض الأعمال التجارية في تركيا، ولذا فإنه صديق لتركيا، ولكنه يقول بأنه سيدعم "الكورد" أيضا إلا أنه في نهاية الأمر سيبقى صديقا لتركيا. عندما أضع كلمة الكورد بين قوسين، فإن هدفي من ذلك هو أن هذا المرشح لا يبين أيا من (الكورد) سيدعمهم. له فرصة جيدة لتجاوز "الانتخابات العلية" بنجاح، وقد يصبح المرشح الأول لحزبه في تلك الانتخابات، إلا أنه رغم ذلك لن يكون المرشح الأوحد تلقائيا للجمهوريين (ر.ب) لرئاسة أمريكا، حيث ستكون هناك معارك انتخابية عديدة وموانع وأعمال ومهام، وسيتعرض إلى نوع من "الغربلة" حتى شهر تموز القادم. 2- تيد كروز (سيناتور): إنه ضد سياسة "الأمر الواقع"، متطرف، ويقول علانية بأنه سيدعم "الكورد، فهو من أشد المرشحين استعدادا لدعم وصداقة الكورد. إنه يقول بأن "أصدقاء وحلفاء أمريكا الوحيدين في الشرق الأوسط هم الكورد"، إلا أنه لم يوضح سياسته بالشأن الكوردي حتى الآن. بمعنى، يا ترى كيف ستكون سياسته في ذلك وبأي شكل سيدعم الكورد! والأهم من ذلك (أيا من الكورد) سيدعمهم؟ له حظ موفور في أن ينجح في "الانتخابات العلية"، وقد يكون المرشح الثاني بعد ترامب في تلك الانتخابات. 3- ماركو روبيو (سيناتور): متطرف إلى حد ما وموافق على "الأمر الواقع" إلى حد ما، فهو يريد الحصول على المزيد من الأصوات من الطرفين، وهو أيضا يريد مساعدة "الكورد"، إلا أنه ليس صريحا مثل تيد كروز في موضوع دعم الكورد. له فرصة سانحة لاجتياز "الانتخابات العلية" بنجاح، فيكون بذلك المرشح الجمهوري الثالث. 4-جون كاسيغ (والي أوهايو): ليس له فرصة في النجاح. وكما يبدو فإنه سيخرج من السباق خاسرا بعد اجراء "الانتخابات العلية"، وسيعلن انسحابه من انتخابات الرئاسة. 5- بين كارسون (جراح متقاعد): من المحتمل أن ينجح في "الانتخابات العلية" وينضم إلى المرشحين الفائزين فيها، وسياسته تقترب من الراديكالية، وهو أيضا ضد "الأمر الواقع"، وحتى الآن لم يظهر له موقف معلن بصدد "الكورد". أما في طرف الحزب الديموقراطي (د.ب) فثمة مرشحين اثنين: 1-هيلاري كلينتون (من ولاية نيويورك ووزيرة خارجية أمريكا سابقا): بإمكان المرء القول بأن سياستها "نسخة" من سياسة الرئيس باراك أوباما، لا أكثر ولا أقل. هيلاري صديقة لتركيا إلى حد كبير. وهنا يجدر بالقول (حسب رأيي): إن سياسة الرئيس أوباما تجاه الكورد في السنوات الثمانية من إدارته لم تكن حسنة، فقد تم إهمال جنوب كوردستان بشكل خاص من قبل سياسته منذ مجيئه للحكم، حيث أراد أن يقيم علاقاته مع جنوب كوردستان عن طريق الحكومة المركزية في بغداد، أولا من خلال المالكي، وبعده من خلال العبادي، في حين أنه أثناء حكم الرئيس جورج دبليو بوش كانت العلاقات مباشرة مع حكومة إقليم جنوب كوردستان. لم يرَ الكورد إلى الآن أي صداقة أو تلقي أي مساعدة كبيرة من إدارة الرئيس أوباما، ولم يروا أي محاولة شخصية منه في هذا المجال. إلا أن الرئيس باراك أوباما قد قدم شيئا من المساعدات وأظهر بعض الاهتمام والانتباه لحكومة جنوب كوردستان بسبب الانتصارات التي حققها البيشمركة في القتال ضد التنظيم الإرهابي داعش، ويمكن القول بأن هذا الاهتمام كان اضطراريا، وإن الرئيس أوباما يعتبر صديقا لتركيا وتنظيم "الإخوان المسلمين" (في سوريا) إلى حد كبير. وهذا يبدو جليا أيضا. وباختصار، فإن الكورد (وعلى الأخص في جنوب كوردستان) قد أضاعوا فرصة ثمانية أعوام في فترة حكم الإدارة الأوباماوية. الحساب عندكم: لو ظل الرئيس السابق جورج بوش في منصبه، لاستفاد الكورد من فرصة عهد الحرب في اغتنام فرص كبيرة. بإمكان المرء الظن بأن تلك الفرصة كانت ستلقي تأثيرا إيجابيا على مطلب استقلال جنوب كوردستان، وعلى القضية في الساحة الدولية. وهذا ليس بخيال أو "فانتازيا". وأؤمن بأنها حقيقة. لذا فأنا لا أرى أي أمل في أن تقوم إدارة السيدة هيلاري كلينتون بأي دعم للكورد وكوردستان أيضا. 2- بيرني ساندرز (سيناتور عن فيرمونت): هذا المرشح في أصله يهودي، إلا أنه لا يعمل من أجل اليهود. هو متطرف شرس وضد "الأمر الواقع" بنسبة مائة بالمائة. إنه يريد جمع تركيا والسعودية وإيران للقتال بها معا ضد داعش. إنه اشتراكي، يسعى لتحقيق نظام في أمريكا شبيه بما في الدول الاسكندنافية، وبخاصة كما في السويد، إلا أن هذا النظام الاسكندنافي لا يستطيع في أساسه تلبية مطالب المجتمع المعاصر، حيث هذا النظام أيضا في طريقه للفشل. ومن جهة أخرى، يجدر بالقول أن كثيرين في أمريكا ينتقدون النظام الانتخابي الأمريكي ويقولون بأن هذا ليس شكلا ديموقراطيا، لأن المال يلعب أساسا دورا كبيرا فيها، فالشركات الثرية تدفع ببعض المرشحين إلى الأمام، وتسعى لإنجاحهم بقوة ما تصرفه من الأموال. يقول الناقدون: من الضروري أن يسمع المرء ما تقوله أصوات الشعب. وأن يخرج بنفسه من تحت سطوة مساعدة الأثرياء. ولكن يبدو ألا أحد في أمريكا يستطيع إدامة ترشيحه من دون مساعدة الأثرياء، لأنه يحتاج أموالا لا تحصى من أجل ذلك. وككلمة أخيرة لهذه النقطة: إن أهم مسألة اليوم هو تجاوز "الانتخابات العلية" في الأول من شهر آذار، لأن كل الولايات في أمريكا ستمنح في هذه الانتخابات أصواتها للمرشحين. يا ترى، كيف سيكون وضع المرشحين من قبل الحزبين الجمهوري والديموقراطي في هذه "الانتخابات العلية" في الأول من آذار؟ أو من الذي سيسقط منهم ومن سيتابع السباق بعدها. ثم ستستمر عملية الانتخاب حتى شهر تموز القادم. وبعده لابد من الإعلان عن المرشحين المتقدمين لكلا الحزبين. ويجب على المرء أن: يحسب حساب المفاجآت والأحداث غير المتوقعة التي قد تظهر على الساحة بغتة ومن دون توقع أثناء مسار الانتخابات. للحديث تتمة...
|
|
|