|
شيركو عباس: أكراد سوريا يتطلعون لتشكيل كيان فيدرالي |
|
2012-02-29 15:11 |
MediaKurd > info@mediakurd.com |
|
رفض العروبة وشدد على حق تقرير المصير على غرار كردستان العراق
رنيم محمد من واشنطن
دعا رئيس المجلس الوطني الكردستاني في سوريا شيركو عباس الى تأسيس نظام فيدرالي يضمن للأكراد حق تقرير المصير وصولاً إلى تشكيل حكومة غرار كردستان العراق، ولفت إلى أن أكراد سوريا يواصلون النقاش مع المجلس الوطني السوري لوضع رؤية سياسية تضمن حق القومية الكردية.
واشنطن: قال رئيس مجلس الوطني الكردستاني في سوريا شيركو عباس، في حديث خص به "إيلاف" من مقر إقامته في العاصمة الأميركية: "نحن جعلنا من الفيدرالية تفسيرنا لمبدأ "حق تقرير المصير للشعب الكوردي في سوريا ومن وجهة نظرنا هذا النظام الفيدرالي الاتحادي هو أفضل صيغة لسوريا الحديثة".
ورفض شيركو عباس عروبة سوريا، مشدداً على أن "الأكراد يشكلون القومية الثانية من ناحية الحجم السكاني والتوسع الجغرافي وهم لا يشكلون جزءاً من الأمة العربية"، معتبراً أن إصرار الديمقراطيين السوريين على العروبة خطأ لن يحصدوا منه سوى المشاكل كما هو الحال قائم مع نظام البعث.
ولفت رئيس المجلس الوطني الكردستاني في حديثه إلى أن أكراد سوريا يواصلون النقاش مع المجلس الوطني السوري لوضع رؤية سياسية تضمن حق القومية الكردية في تقرير مصيرها، مضيفاً أن "الأكراد لن يقبلوا أن يخرجوا من "المولد بلا حمص"، كما حدث لهم بعد الثورة على الاستعمار الفرنسي، حيث جاء دستور ما بعد الاستقلال خالياً من أي حق لهم".
واعترف عباس أن التجاذبات الكردية الكردية في سوريا زادت من تردي اوضاع أكراد سوريا، لكنه أرجع تشتت حالتهم الى دور المخابرات السورية، قائلاً :" لا يستطيع أحد من الكورد التهرب من مسؤولية تردي أوضاعهم السياسية واتساع رقعة خلافاتهم".
وإعتبر تعدد المرجعيات السياسية للأحزاب السياسية الكردية حالة طبيعية:"إن تأثيرات الأحزاب الكوردستانية (الديمقراطي الكوردستاني، الاتحاد الوطني، وحزب العمال) في مجمل الحراك الوطني الكوردي "السوري" طبيعي، كما هي تأثيرات السياسة السورية في البلد الجار لبنان".
وغمز في اتجاه الاخوان المسلمين، حين ذكر في رده على سؤالٍ لـ"إيلاف" إن بعض الأكراد يعتبرون الجهة الأخيرة أسوأ من بشار الأسد،"، قائلاً: "بعض الكورد لهم آراء مختلفة في شتى المسائل، وهذا الاختلاف في الرأي هو الأصل في الديمقراطية".
وشدد شيركو عباس الى أن :"حزبه ينظر إلى كل القوى والأحزاب من منظار ذي عينين، الأولى عين على القضية الكوردية القومية لأنها حقنا المشروع دولياً، والأخرى على مدى اقترابها من الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات المدنية".
وفيما يلي نص الحوار:
قدمتم من كردستان العراق مؤخراً ... ما كانت طبيعة الزيارة؟
زيارتنا لجنوب كوردستان (كوردستان العراق) كانت تلبية لدعوة من مكتب رئاسة الإقليم لحضور مؤتمر أربيل للجالية الكوردية السورية في 28-29 كانون الثاني 2012، حيث عقد هذا المؤتمر تحت رعاية السيد الرئيس مسعود بارزاني، الذي ألقى كلمة ترحيبية، وأكد على عدم تدخله أو تدخل قيادة الإقليم في الشؤون السورية أو الكوردية السورية، إلا أنه سيدعم ما يتفق عليه السوريون بأنفسهم، فقضية الحرية واحدة في كل مكان. ولذا كانت الزيارة محددة الهدف ومختصرة وقصيرة الأمد.
هل هو اجتماع لكافة الأحزاب السياسية الكوردية السورية؟
لم يكن المؤتمر لكافة الأحزاب الكوردية السورية، حيث بقي بعضها خارج المؤتمر، والمساعي جارية لتحقيق حضورها جميعاً في مؤتمرٍ قادم، إن شاء الله.
ماذا سمعتم من وجهة نظر لحكومة كوردستان العراق تجاه الأزمة السورية؟
الحكومة الكوردية في إقليم جنوب كوردستان تحاول قدر الإمكان البقاء في وضع حيادي، لأن ظروفها الموضوعية والذاتية تفرض عليها قواعد معينة في أي لعبة إقليمية، سياسية أو اقتصادية، ونحن نقدر ذلك.
هل هناك انقسام بين الرئيس طالباني وبرازاني تجاه الأزمة السورية؟
ليس هناك أي انقسام تجاه الأزمة السورية بين الحزب الديموقراطي الكوردستاني الذي يرأسه السيد البارزاني وبين الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي يرأسه المام جلال الطالباتي، رئيس العراق، بل حرص السيد رئيس وزراء الإقليم برهم صالح من حزب المام جلال الطالباني مرافقة السيد البارزاني في حضوره إلى مؤتمر الكورد السوريين.
من المعروف ان القادة في كردستان العراق يدعون الى الحوار مع بشار لا سيما طالباني؟ هل انتم توافقون؟
الكورد كعهدهم دائماً يفضلون الحوار على الشجار مع الأنظمة المستبدة في الأمة الكوردية، فالحروب لها نتائج رهيبة، وقد عانى منها الكورد طويلاً، ولكن لا ندري هل ينفع الحوار مع نظام بشار الأسد بعد كل ما جرى؟
يرى العديد من المراقبين إن الأكراد في سوريا غير متحمسين للثورة ضد بشار... لماذا هل هو خلافكم مع المجلس الوطني السوري؟
الكورد هم أول من انتفض على نظام الأسد في عام 2004، ومنذ ذلك الحين يقدمون التضحيات الجسام، وقد جرت حتى الآن مظاهرات عديدة ومتتالية في المدن الرئيسية في الجزيرة وكوباني وجبل الأكراد، حيث تعيش غالبية الكورد. ولقد أثبت الكورد أنهم يشكلون جزءا من هذه الثورة اليوم أيضاً بمساهمتهم الكبيرة في جمعة "المقاومة الشعبية" في شتى الأنحاء التي يتواجدون فيها. هناك نقاط اتفاق عديدة مع المجلس الوطني السوري، والنقاش يجري حول الحق القومي الكوردي ضمن سوريا المستقبل، وانتساب الكورد إلى أي إطار سوري معارض متعلق بهذه النقطة، لأنها أساسية وهامة جداً، إذ لن يقبل الكورد أن يخرجوا من "المولد بلا حمص"، كما حدث لهم بعد الثورة على الاستعمار الفرنسي، حيث جاء دستور ما بعد الاستقلال خالياً من أي حق لهم.
ماذا تريدون منهم أن يفعلوا فهم يدعون الى الديموقراطية التي تكفل في النهاية حقوق الجميع؟
وهل حققت الديموقراطية حقوق شعب الباسك في اسبانيا أو الشعب الايرلندي في بريطانيا أو الشعب الكورسيكي في فرنسا، أو الشعب الكوردي في ديموقراطية مصطفى كمال في تركيا؟ فالديموقراطية لا تعني حصول سائر المكونات الاثنية أو الدينية على ذات الحقوق بشكل عملي... لا بد من استمرار الحوار بين الكورد وإخوتهم السوريين من مختلف الاتجاهات والممل والنحل للتوصل إلى حل عادل لوضعهم السوري.
يعتبر بعض من الأكراد في سوريا ان الإخوان المسلمين أسوأ من نظام بشار الأسد... هل تتفق مع ذلك؟
بعض الكورد لهم آراء مختلفة في شتى المسائل، وهذا الاختلاف في الرأي هو الأصل في الديمقراطية، وليس الاتفاق على كل شيء. نحن ننظر إلى كل القوى والأحزاب من منظار ذي عينين، الأولى عين على القضية الكوردية القومية لأنها حقنا المشروع دولياً، والأخرى على مدى اقترابها من الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات المدنية. وقس على ذلك بخصوص "الإخوان المسلمين" أيضاً.
بصراحة هل ترغبون في نظام فيدرالي على غرار كوردستان العراق؟
نعم، نحن جعلنا من الفيدرالية تفسيرنا لمبدأ "حق تقرير المصير للشعب الكوردي في سوريا" منذ تكوين المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا في عام 2006، ولدينا مشروع لسوريا فيدرالية منشور في بعض المواقع الالكترونية. ومن وجهة نظرنا هذا النظام الفيدرالي "الاتحادي" هو أفضل صيغة لسوريا الحديثة، لأسباب عديدة منها التكوين الفسيفسائي القومي والطائفي والمذهبي في البلاد. ولقد أثبتت الفيدرالية نجاحها كنظام سياسي في العديد من البلدان الكبيرة والصغيرة في العالم، بل في النظم الاشتراكية أيضاً، كما هو الحال في النظم الديمقراطية العريقة... فهل سيقبل إخوتنا في الإنسانية وشركاؤنا في الوطن من العلويين أو الدروز أن يحكموا بعد الآن من قبل أكثرية سنية؟ الفيدرالية تفرض نفسها كحل لا بد منه في سوريا المستقبل.
يعني حكومة وبرلمان ورئيس تحت كيان فيدرالي؟
بالطبع يتضمن الكيان الفيدرالي هذه الأمور، ولكن تتفاوت درجة التمتع بها من دولة إلى أخرى حسب الدستور الاتحادي، ومدى استيعاب واضعيه لفكرة الفيدرالية.
لنأتي إلى الخلافات الكردية الكردية هل تتحملون مسؤولية تردي الأوضاع الكردية بسبب ذلك؟
نعم، لا يستطيع أحد من الكورد التهرب من مسؤولية تردي أوضاعهم السياسية واتساع رقعة خلافاتهم، ولكن يجب أن لا يغيب عن البال استمرار النظام الشمولي الاستبدادي في سوريا لما يقارب نصف قرنٍ من الزمن، وهذا يشكل عائقاً كبيراً أمام نمو طبيعي للحركات السياسية عامة.
يقال إن سبب الخلافات الكردية الكردية في سوريا هي تعدد المرجعيات بين اربيل وتركيا؟
إن تأثيرات الأحزاب الكوردستانية (الديمقراطي الكوردستاني، الاتحاد الوطني، وحزب العمال) في مجمل الحراك الوطني الكوردي "السوري" طبيعي، كما هي تأثيرات السياسة السورية في البلد الجار للبنان، وبخاصة أثناء الأزمات وفي أجواء الحروب. ولكن هناك خلافات غير أساسية، داخلية بحتة، تتعلق بالصراعات الشخصية والخلافات الحزبية الضيقة بين الزعامات الكوردية السورية الكلاسيكية، ويجب عدم غض النظر عن دور الاستخبارات السورية في تأجيج هذه التناحرات والتخريب المستمر في الحياة السياسية الكوردية.
تردد ان الاكراد سيجتمعون في واشنطن لراب الصدع بينهم؟ هل هذا صحيح؟ ومتى؟
لقد اجتمع الكورد السوريون سابقاً في واشنطن، بدعوة من مؤسسي هذا المجلس بالذات، لأن واشنطن مركز هام جداً من مراكز القرار الدولي، بل هو من أهمها على الإطلاق في هذه المرحلة من تاريخ البشرية، ولكنهم اجتمعوا في أوروبا أيضاً، ولعدة مرات، ولو كان هناك نظاما ديمقراطيا في سوريا لاجتمعوا في القامشلي أو كوباني أو عفرين... إن تواجد جاليات كوردية سورية كبيرة ذات ظروف معينة تفرض عليها أحياناً اللقاءات في أماكن بعيدة أحيانا،ً أو قريبة من سوريا. وكان آخر اللقاءات في عاصمة إقليم جنوب كوردستان، في مدينة هه ولير (أربيل)...في العراق الحر الديمقراطي... إلا أن عقد المؤتمرات هنا وهناك، كما هي مؤتمرات المعارضة السورية، متعلق بالظروف الذاتية والموضوعية للحراك السياسي الكوردي، وليس بأماكن عقدها في غالب الأحيان.
هل ترفضون عروبة سوريا؟
نحن نؤمن بأن "سوريا" اسم معروف وكبير في التاريخ لمنطقة تتعايش فيها مكونات قومية ودينية عديدة، منذ زمن سحيق في القدم، وإن أول جمهورية في هذه البلاد سميت بـ"الجمهورية السورية" لهذا السبب بالضبط، ولكن هذا لم يمنع من أن تصبح الجمهورية السورية عضواً مؤسساً في الجامعة العربية، والشعب العربي في سوريا جزء من الأمة العربية، ولكن هل الشعب الكوردي، الذي يشكل القومية الثانية في البلاد من حيث الحجم السكاني والتوسع الجغرافي، جزء من الأمة الكوردية أم الأمة العربية؟ هذا ما يجب توضيحه لأولئك الذين يصرون على عروبة سوريا...لقد حاول البعثيون إنكار الوجود القومي للشعب الكوردي، فجعلوا من سوريا "جمهورية عربية سورية" ولم يحصدوا من ذلك سوى المشاكل، وأملنا هو أن لا يقع الديمقراطيون السوريون في الأخطاء ذاتها.
إيلاف |
|
|